البلديات ... ضمانة النظام القادم
2024-11-30 09:30:00
تعيش البلديات منذ العام ٢٠١٩ حتى يومنا هذا سلسلةً من المسؤوليات لم تكن ملقاة على عاتق أسلافهم ولو كانت ضمن صلاحياتهم.
فمن أزمة وباء كورونا وكلّ ما ألقي على عاتق هذه البلديات من مسؤوليات طبيّة وإيجاد أماكن للحجر الصحيّ وغيرها من المهام الميدانيّة وتأمين المستلزمات الطبيّة، الى الأزمة الإقتصاديّة التي ضربت البلاد وأجبرت البلديات على تحمّل أعباء إجتماعيّة وإنسانيّة لم تكن أبداً في الحسبان، الى أزمة النزوح السوري وما رتّبته على البلديات من مسؤوليات أمنيّة وإحصاءات وعمل ميدانيّ يتطلّب عديداً وعدّةً.
إستطاعت معظم البلديات تخطّي هذه العقبات وبرزت بعض البلديات بأفكار متقدّمة ليس آخرها ما فعلته بلديّة درعون حريصا مع الريّس نزار الشمالي ومجلسه البلديّ الذي إتّخذ قرار بإقفال مداخل ومخارج البلدة ليلاً ومراقبتها نهاراً وإستحداث غرف خاصة للحرس الليلي عند مداخلها وتجهيز مركز الحرس البلدي بحواسيب وبرامج إحصاء للنازحين وتصاريح خاصة بهم.
وعلى غرار درعون حاريصا برزت الجهود الكبيرة التي قامت بها شرطة بلديّة جونيه ومجلسها البلديّ برئاسة الشيخ جوان حبيش من إقامة حواجز ثابتة ونقّالة ساهمت في ضبط العديد من المخالفات لا سيّما الدراجات الناريّة الغير قانونيّة والمحال التجاريّة الغير مرخّصة.
مع كلّ ما ذكرناه أعلاه والنماذج القليلة التي أعطيناها تبقى السلطات المحليّة ولاسيّما البلديات هي الركيزة الوحيدة الصلبة في ظلّ الإنهيار التام للدولة المركزيّة التي يجب أن يُبنى عليها نظام لبنان القادم.
