مصلحة تسجيل السيارات في جونية ... نموذج لدولة المؤسسات

يبدو أنّ بدء تعافي مؤسسات الدولة قد وضع على السكّة الصحيحة في بعض المؤسّسات ولكن بمبادرات فرديّة في معظم الأحيان وعندما يكون الشخص المناسب في المكان المناسب.

ومن نصيب أهلنا في كسروان الفتوح أنّ تمّ اختيار ضابط ذو مناقبيّة عالية لإدارة مصلحة تسجيل السيّارات في جونية.

فرغم أنّ هذه الوظيفة إعتبرها كثيرون كرة نار تلقى في يد من يستلمها، إعتبر النقيب نديم الهاشم إبن بلدة العاقورة أنّ خدمة الوطن يمكن أن تتمّ في أي مكان وفق قسمه العسكريّ. وشرع منذ إستلامه هذه المهمّة في مصلحة تسجيل السيارات في جونية ورغم صغر المكان وكثرة المعاملات بسبب الإقفال القصريّ الى ترتيب الأولويات والإستعانة بعناصر الى جانبه تحسن التعامل مع المواطنين وإستقبال المراجعين وتوجيههم ومساعدتهم على تنظيم أوراقهم بشفافيّة ولباقة لكي يكون إنطباع المواطنين منذ لحظاتهم الأولى في المصلحة لا يشبه الإنطباع السائد سابقاً ومن بين هؤلاء العناصر على سبيل المثال لا الحصر المؤهل أوّل إيلي أبو هيّا.

أمّا في سرعة إنجاز المعاملات فسعى الهاشم الى تلبية الحدّ الأقصى منها في اليوم الواحد رغم ضآلة الإمكانيات والعدد القليل للموظفين ونوع المعاملات الذي يحتاج عادة الى وقت طويل بسبب البيرقراطيّة السائدة في مثل هذه المصلحة.

ورغم حساسيّة الموقع كونه خداماتيّ بإمتياز وخصوصاً في المجتمع الكسروانيّ إستطاع الهاشم أن يبقي المحسوبيات والسمسرات خارج سور المصلحة وجعل المواطن فقط هو الأولويّة داخلها والقانون فيها سيّد الدار .

قد يخلق سلوكه هذا بعض الغضب لدى "الخدمتجيّة" ولكنّه يلقى إستحسان مرؤوسيه والأهم المواطن اللبناني والكسرواني تحديداً وهذا ما يجعلنا نأمل بأن بناء لبنان المؤسسات لا يحتاج الى أعاجيب ولكن الى إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.

كلّ الشكر والتقدير لقيادة قوة الأمن الداخلي على التنشأة الممتازة لهؤلاء الضبّاط وكلّ الإحترام لشخص النقيب نديم الهاشم وعناصره، دمتم مثالاً لبناة الوطن والشكر الأكبر لمن إختاركم في هذا المنصب لأنّه على مثالكم من بناة الوطن.

هنيئاً لكسروان الفتوح وأهلها عودة الحياة الى ربوع مصلحة تسجيل السيّارات والى مزيد من عودة الدولة ...